~¤¦¦§¦¦¤~ بعــد الفــوز بكأس الأمــم ~¤¦¦§¦¦¤~

تأملات في المواجهات الكبرى
بفضل الله عاد حسن شحاتة من غانا وهو يحمل أفضل ما فيها وما قد ذهب لتحقيقه وهي بطولة كأس إفريقيا ..
تم الإمتاع والإبهار والفوز والنجاح بنسبة قوية قد لا يكون سبق تحقيقها من أي فريق فاز بهذه البطولة من قبل بما فيها فريق شحاتة 2006 ..
حقيقة الأمر من الصعب جداً تناسي هذه البطولة لسببين بسيطين ..أولهما هي الحجم الكبير لعدد المباريات الرائعة في هذه البطولة وتحطيم الرقم القياسي من حيث عدد الأهداف وهذا مشهد عام كملاحظة لغانا 2008 ..ثانيهما هي العبقرية الجديرة بالإشادة من مدرب منتخب مصر في هذه البطولة ..
من الصعب جدا تناسي ثلاث مباريات في حجم الكاميرون ( الافتتاح والنهائي ) ومباراة كودي فوار في الدور قبل النهائي ..
حقيقة مباراة كودي فوار توقف الكثيرون أمامها من حيث النتيجة فقط ولم يتم التركيز على الخطة أو الأداء في تحليل هذا الفوز العريض ..
ولا أجد مدخلاً لتحليل هذه المباراة أفضل مما قاله عبد الله ميتي مدافع المنتخب الإيفواري في حديثه بعد اللقاء ( أن المصريين تفوقوا علينا في اللقاءات الثنائية طيلة المباراة ) ..وحقيقة هذا التحليل خاطئ جداً وعكسه هو الصحيح ..
فمنتخب مصر لم يلعب بشكل ثنائي في مواجهة الإيفواريين بل كانت المواجهة مع كل لاعب من كودي فوار تقتضي مواجهة من اثنين أو ثلاثة لاعبين من مصر لتحقيق النجاح في المواجهة ..بطريقة تشبه إلى حد كبير طريقة الألماني أوتو ريهاجل مع منتخب اليونان في أمم أوروبا السابقة ..
فبمنتهى البساطة لا يستطيع لاعب كسيد معوض التفوق على عبد القادر كيتا دون مساعدة عمرو زكي الذي كان دائماً ما يرجع إلى الخلف ناحية سيد معوض لتحقيق التوازن أو التفوق بين كيتا وسيد لصالح مصر ..
وفتحي + أحمد حسن من الناحية اليمنى لإيقاف آرثر بوكا أو أرونا ديندان ..أو الإضافة التي كان يقوم بها كل من هاني سعيد أو حسني عبد ربه في مساندة المساكين وائل وشادي ..
هذا طبعاً مع احترامي الكامل لكل لاعبي منتخب مصر ..لكن الحق أحق أن يقال بتفوق الإيفواريين كأفراد على منتخب مصر ..
هذا الوضع التكتيكي يحتاج لحضور بدني وذهني خارق لتنفيذه بحرفية عالية ..وهو ما تم بفضل الله في هذه المباراة ولم يحدث للحظات في ظل نشوة الفرح بهدف زكي الثاني حيث ترك عبد القادر كيتا دون التغطية الثنائية عليه .. ليحرز هدف الإيفواريين الوحيد..
جماعية الأداء التي أطلقها الخبراء على لعب منتخب مصر تتأصل في هذه المباراة بشكل كبير..
فمنتخب ساحل العاج من الناحية الفردية أفضل بكثير من منتخب مصر بدليل الأسماء المرعبة التي يحتويها الفريق..
لكن لمسة شحاتة على منتخب مصر رجحت كفة منتخبنا على هذا التفوق الفردي لصالح الإيفواريين بالأداء الجماعي للمصريين ..
طريقة الهجوم في منتخب مصر في المباريات الكبيرة كمباراة ساحل العاج ومباراة الافتتاح أمام الكاميرون تذكرني كثيراً بطريقة ليبي في كأس العالم ..وهنا مزج شحاتة بين أسلوب ليبي الهجومي وريهاجل الدفاعي 
فمنتخب مصر يلعب بأداء ظاهره الدفاع باطنه الهجوم المركز والسرعة الفائقة والوصول لمرمى المنافس بأقصر الطرق ..
لا أستطيع أن أطلق على هذا التكتيك الهجومي لفظ الهجمة المرتدة ..لكني أفضل أن أسميه الهجوم المركز والمحكم ..
فالهجمات المرتدة تكون لفريق ينزل للمباراة بنية الدفاع وخطف الهدف إن أمكن ..
أما ما قام به شحاتة من خلال الهجوم المركز والمحكم كان الغرض منه الفوز بأكبر عدد ممكن من الأهداف بالاستغلال الأمثل للفرص المتاحة مع التأكيد على سلامة خطوطنا الخلفية من أي هجمة معاكسة من الخصم عند انقطاع الكرة .. 
وما قيل أن الحارس الاحتياطي أو الأساسي للإيفواريين هم أسباب الخسارة فهذا قول عار تماماً من الصحة لأن الأهداف الأربعة ليست مسؤولية الحارسين اللذان تعاقبا على حراسة مرمى ساحل العاج ..
أما مباراة الكاميرون في النهائي فقد أصاب شحاتة عندما توقع أن يقلده أوتوفيستر في طريقة لعب منتخب مصر في مباراة الافتتاح ليقوم بها مع الكاميرون في مباراة النهائي ويعتمد على الهجوم المركز والمحكم في ظل طوفان الهجوم المصري .. وذلك لمعرفته لقدرات الكاميرون السيئة دفاعياً وبالأخص في ظل غياب بيكي لاعب ريدينج الانجليزي بسبب الطرد في مباراة قبل النهائي أمام غانا..ودون المستوى في خط الوسط والتي بسببها لن تستطيع الكاميرون معاودة اللعب بطريقة هجومية بحتة كما فعلوا في مباراتهم الافتتاحية .. لذا كان طموح أوتوفيستر هو خطف هدف والدفاع عنه أو الوصول لضربات الترجيح والاعتماد على كفاءة كاميني ..
لكن شحاتة فطن إلى ذلك من قبل المباراة وقام شادي ووائل جمعة ومن وراءهم هاني سعيد بالانقضاض القوي على كل كرة تكاد تصل إلى مهاجمي الكاميرون وإفساد هذا المخطط بشكل ساحق لأوتوفيستر ..وساعد منتخب مصر أيضا خروج أليكساندر سونج لاعب الأرسنال من خط الوسط وهو الوحيد القادر على تحقيق فكر أوتوفيستر لسرعته ومهارته وتمريراته القاتلة ..هذا بالإضافة لضعف لياقة المنتخب الكاميروني نتيجة السفر المتكرر والجهد المبذول في مباراة تونس على الخصوص ومباراة غانا وتجلى ذلك في السقوط المتكرر للاعبي الكاميرون دون سبب ..
والذي زاد الطين بلة إجبار منتخب مصر منتخب الكاميرون باتخاذ وضع الدفاع دائماً .. عن طريق أحمد حسن وحسني عبد ربه ومساندة من هاني سعيد بإفسادهم لأي محاولة لنقل الكرة من منطقة وسط الملعب الكاميروني للمصري .. 
خروج أليكاسندر سونج جعل إيتو معزولاً تماما في أيدي مدافعي مصر وهو ما لاحظناه في انعدام أية فرصة حقيقية للكاميرون طيلة اللقاء ..
توالي الفرص الضائعة من منتخب مصر هو شيء كان من الممكن أن ينعكس بالسلب على الروح المعنوية لمنتخب تعود على أن لا يضيع فرصة واحدة تأتي له والتهديف دائماً في الشوط الأول..وذلك يعود لتألق غير عادي لكاميني حارس الاسبانيول الإسباني ( وهو يستحق لقب Man Of The Match دون منازع ) ..
أوتوفيستر عول كثيرا على تفوق كاميني في إحباط المصريين وأدخل إدريسوا في محاولة لنقل اللعب لنصف الملعب المصري وساعده على تنفيذ ذلك خروج متعب ودخول زيدان بعد ذلك حيث كان متعب المهاجم الذي كان يعمل على عدم تقدم الدفاع الكاميروني لمساندة وسطه في الهجوم ..وقد تحقق لأوتوفيستر ذلك نوعاً ما ..
وفي خطأ غير متوقع يستخلص زيدان الكرة من سونج ويهديها لتريكة ليضعها الأخير بسلاسة في المرمى الكاميروني ..
ويبدو أن عدالة السماء أبت إلا أن يحرز المصريين هدفاً هم أحق به وبأكثر منه ..
شحاتة أخطأ بعد إحراز هدف الفوز بإخراج مهاجمه الأخير وصانع ألعاب المنتخب وإدخال مدافعين حيث أصبح نصف ملعب الكامرونيين يشبه الصحراء الخالية من أي تواجد مصري عليها في خطأ يذكرني بخطأ بيكرمان مدرب الأرجنتين في كأس العالم عندما أخرج ريكلمي بعد إحرازه هدف الفوز على المنتخب الألماني حيث أن خروج ريكلمي وضع منتخب الأرجنتيني في موضع لا يحسد عليه في ظل طوفان الهجوم الألماني وعدم استطاعتهم لنقل الكرة لمنطقة الخصم حتى أحرز الألمانيين التعادل ثم الفوز بضربات الترجيح ..
شحاتة له كل العذر فقد يمكن أن تكون أنسته نشوة الفرح هذه النقطة ..لكن الحمد لله لم يستغل الكامرونيين هذا الخطأ الغير مقصود وذهبت الكأس للمنتخب والمدرب الذي يستحقها..
وجل من لا يسهو يا معلم 
لكنك بكل شكل من الأشكال الأفضل بين مدربي هذه البطولة على الإطلاق ..


لحظة هـــدوء !


صعدت موجة عاتية بعد الفوز ببطولة الأمم بأن الكابتن حسن شحاتة تعرض لظلم من الناس وهجوم غير مبرر وأن أصحاب الانتماءات المخالفة لانتمائه كلاعب سابق في نادي الزمالك هاجموه بسبب ذلك والمصالح ..إلخ ..
حقيقة الأمر من خلال استرجاعي لشريط تاريخ شحاتة مع منتخب مصر الأول بداية بآخر مباريات في تصفيات مونديال 2006 بعد إقالة تارديللي انتهاءً ببطولة أمم 2008 وجدت هناك محطات للنقد البناء كانت تتلخص في نقطتين أولهما هو موافقته على مباريات البيزنس لاتحاد الكرة المصري على حساب تضرر ناديي الأهلي والاسماعيلي بذلك ومحاولته لإرضاء أو رد الجميل لزاهر لمساندته له بذهاب اللاعبين لدمياط كنوع من الترويج لزاهر في حملته الانتخابية ..والنقطة الأخرى هي أداء المنتخب في تصفيات كأس الأمم لـ2008 ..
هاتين النقطتين هما محور الحديث لمن انتقد شحاتة نقداً بناءً أما ما دون ذلك فهي حرباً لا مبرر لها ..
النقطة الأولى حلها التزام الاتحاد المصري بجدول المباريات الودية الدولية وهي أيام معدودة ومعلومة في العالم كله وعلى شحاتة أن لا يجامل أحد أو يستجيب لرغبة أحد فيما هو عكس ذلك ..فانتظام الدوري وقيمة المنتخب أهم وأكبر من أي شخص آخر ..والنقطة الثانية هي مشكلة مزمنة في المنتخب المصري والذي يتألق في البطولات المجمعة وينحدر مستواه في المباريات المتباعدة زمنياً وهذه نقطة يجب على شحاتة الانتباه إليها جيداً لأن القادم أصعب..هذا أيضاً إذا قلنا أن التصفيات ليست مقياساً حقيقياً لقوة المنتخبات أو ضعفها والدليل هي نتائج برازيل تصفيات مونديال 2002 ..ومنتخب السودان في تصفيات أمم 2008..
نعم شحاتة تعرض للنقد كثيراً ..لكن أسخف ما يقال عن هذا النقد أنه بدافع الانتماء السابق لنادي الزمالك ..
فمحسن صالح والجوهري تم سلخهم وهم أبناء الأهلي ..وشحاتة منذ توليه منصبه كمدير فني لمنتخب مصر نزعت عنه الهوية والانتماء لأي شيء غير المنتخب ..وهذا واضح جداً في اختيارات الرجل وطريقة عمله .. وهذا ما أحييه عليه ..
نأتي للعدو الأكبر لشحاتة ( كما أطلق عليه ) وهو شوبير ..وبالأخص أن الأمر سيزداد سخونة بعد حديث شحاتة في تلفزيون دبي وما قاله عن شوبير وأفعاله معه..
لكي نفهم الأمر بوضوح يجب استذكار موقفين متشابهين عن ذلك..
شوبير يهاجم جوزيه وينتقده ويسلط عليه كل من هب ودب من أتباعه ويحاول منع تأجيل مباراة الأهلي مع إنبي ولولا زاهر لكان نجح في ذلك ...وعند فوز الأهلي بدوري الأبطال الإفريقي العام الماضي والفوز ببرونزية اليابان واستقبال الرئيس لهم وتكريمهم كان شوبير من أوائل الحضور والمهنئين ..!!!
شوبير يسلخ شحاتة نقداً في برامجه على حسب ما قاله شحاتة ويرفض أي محاولة لتهدئة الأمور مع شحاتة بالرغم من محاولات زاهر لحل هذا الموضوع ودياً ...وبعد فوز شحاتة ببطولتي 2006 ، 2008 يكون شوبير من أوائل الحضور في هذا التكريم !!
هذا هو شوبير باختصار شديد 
ولكي نستزيد في فهم موقفه فهو يقوم باختصار شديد على مهاجمة الشخص حتى إذا فشل سيخرج علينا ليقول نحن ياما حذرنا وقلنا وعدنا ..وإذا نجح الشخص فسيقول هذا بفضل مجهود الاتحاد والمناخ والطقس إلخ إلخ وينضم لقائمة معازيم الفرح ..
هذا هو باختصار ما يحدث
لا يريد أن يخسر أي شيء حتى لو كان على حساب مظهره أمام الرأي العام المصري الذي هو أذكى بكثير من الانخداع بهذه الأفعال ..
أما ما قام به البعض بتصوير أن هذا الخلاف الحاد بين هذين الشخصين أصله أهلي وزمالك فهم بذلك يسفهون الأمر ويزيفون الحقائق ..لأنه ليس كل من هاجم شحاتة هاجمه لأنه لاعب سابق للزمالك ولنتذكر ما قاله ممدوح عباس وجمال حمزة قبل البطولة ..ونقد بعض الزملكاوية لتفضيل شحاتة لمتعب على عمرو زكي عند إجراء أي تبديل ..
مبدأ رفع القلم عن شحاتة هو مبدأ مرفوض ..وكارت الإرهاب الذي يحاول أن يستخدمه البعض بأن من يهاجم شحاتة هو أهلاوي حاقد هذا أمر مرفوض ومردود عليه ..
شحاتة إذا أجاد فسنرفعه على الأعناق ونهتف له كما يحدث الآن ..إذا أدى بشكل سيء وجب النقد وهذا شيء طبيعي وصحي لأنه يعمل في وظيفة هي محل اهتمام كل مصري في العالم ..
نعم شحاتة فعل الكثير والكثير لمصر ومنتخبات مصر ما لم يفعله أحد من قبله ومازلنا ننتظر منه المزيد لأنه بحول الله يمتلك المزيد والأفضل..لكن هذا ليس مدعاة للتشكيك في نوايا كل شخص ينتقده بهذا الشكل الموسع الذي يحدث هذه الأيام .. 
لدرجة أن مجرد القول بأن شحاتة أخطأ في شيء ما سابقاً هو في نظر البعض حالياً هرطقة وحقد إلخ إلخ !!


الحظوظ وما قيل عن الحظ !


كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن أن شحاتة محظوظ بهذا الجيل من اللاعبين ..وأن هذا الجيل هو الأفضل في تاريخ مصر إلى آخره ..
حقيقة أنا أخالف من قالوا بهذا القول جملة وتفصيلاً ..
فكل جيل في تاريخ مصر الكروي كان فيه ما يوازي تريكة وعبد ربه وزكي وجمعة والحضري ..إلخ إلخ 
فمن ينسى حمادة وحازم إمام وهاني رمزي وطاهر أبو زيد والخطيب وشحاتة وفاروق جعفر وثابت البطل وإكرامي وعبد الستار صبري وبوبو وحسام وإبراهيم حسن ..إلى آخر القائمة التي تتسع وتتسع لتشمل الكثيرين من أبناء مصر السابقين في هذا المجال .. الذين كانوا لا يقلون كفاءة عن هذا الجيل..
لكن مشكلة هذه الأجيال أنها لم تحظى بمدرب يحترم قدراتها ويوظفها بالشكل الأمثل كما فعل شحاتة مع هذا الجيل..
حتى المدرب القدير الجوهري المنافس الأول لشحاتة على صعيد الإنجازات لمنتخب مصر كان له أسلوب معين لإدارة الشأن الفني للمنتخب أقل كفاءة من شحاتة 2008 ..فشحاتة هو الذي جعل المصريين يرون منتخبهم يهاجم وبضراوة القوى الكبرى في القارة السمراء ويتفوق عليهم بسهولة وبنتائج عريضة ..وهذا ما أضافه شحاتة على حسب ما ذكره للمستكاوي عندما سأل شحاتة عما أضافه لمنتخب مصر ..فقال أضفت الأداء الهجومي ..وهنا له كل الحق في ذلك..
لذا إن شحاتة وجهازه ومعاونيه لهم بصمة رائعة جدا على أداء المنتخب ..ويجب أن لا ننجرف نحو الأقاويل الخاصة بعقم مصر السابق واللاحق عن إنجاب لاعبين مثل تريكة وحسني وزكي والحضري وبقية زملاءهم من هذا الجيل..
مصر بخير ..والقادم أفضل بحول الله





تقبلوا تحياتي ..

مشكوووووور حبيبى ماندو على الموضوع الجامد دا
يا جامد

يا ملك الحضريات

موضوع جامد وحلو اوى